بشّار الأسد.. من طبيب إلى رئيس سوريا لقرابة ربع قرن
يعتبر بشّار الأسد، الذي حكم سوريا منذ عام 2000، أوّل رئيس عربي يخلف والده حافظ الأسد في حكم دولة ذات نظام جمهوري.
فماذا يُمكن أن نعرف عن بشّار الأسد الذي أعلنت المعارضة السورية، اليوم الأحد 8 ديسمبر 2024، إسقاطه، ونهاية حكم عائلته الذي استمر نحو 53 عاما؟..
النشأة
ولد بشّار حافظ الأسد في دمشق يوم 11 سبتمبر 1965، لأسرة تنتمي إلى الطائفة العلوية (النصيرية) التي تشكل أقلية في البلاد، ونشأ في أجواء السلطة بعد ترؤس والده البلاد عام 1970.
وهو الابن الثالث لأنيسة مخلوف والرئيس السابق حافظ الأسد بعد بشرى وباسل، الذي كان من المفترض أن يرث الحكم بعد أبيه، لكنه توفي في حادث سير غامض. وجاء بعد بشار كل من ماهر ومجد.
عائلة الأسد
الدراسة والتكوين
درس بشّار الأسد مراحله الأساسية في دمشق، ومنها نال شهادته الثانوية من مدرسة "الحرية الفرنسية" عام 1982. وبعدها انتسب لكلية الطب بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1988.
وتطوع ضابطا بعد تخرجه في القوات المسلحة فرع إدارة الخدمات الطبية في الأول من سبتمبر 1985 وتخرج منها برتبة ملازم أول تحت الاختبار، وعمل بعدها طبيبا للعيون بمستشفى تشرين العسكري عام 1992 قبل أن يسافر إلى لندن لمتابعة دراسته حتى عام 1994.
وعقب وفاة باسل النجل الأكبر لحافظ الأسد يوم 21 جانفي 1994، استدعى الرئيس السوري ابنه بشار إلى دمشق ليؤهله لتولي الحكم بعده، فعُين فورا رئيسا لمجلس إدارة الجمعية العلمية السورية المعلوماتية المسؤولة عن النشاط المعلوماتي في سوريا.
ورُفِّع بشار بعدها فورا إلى رتبة نقيب في جويلية 1994 بعد انضمامه إلى صفوف الجيش السوري، قبل أن ينال رتبة رائد عام 1995، وبعدها مقدم عام 1997، ثم رتبة عقيد ركن في جانفي 1999.
وبعدها بسنة تولى بشار الأسد قيادة الجيش وتسلم حينها عددا من الملفات كان من بينها الملف اللبناني، ولعب دورا بارزا عام 1998 في تنصيب إميل لحود رئيسا للبنان.
بشّار الأسد
وفاة حافظ الأسد...
توفي حافظ الأسد يوم 10 جوان 2000، فأصدر نائب رئيس الجمهورية حينها عبد الحليم خدام مرسوما تشريعيا (9) رفّع فيه بشار إلى رتبة فريق، وعمره حينها 34 عاما و10 أشهر، ومتجاوزا الرتب الثلاثة قبلها: عميد ولواء وعماد، ثم أصدر المرسوم (10) بتعيين بشار قائدا عاما للجيش والقوات المسلحة.
واجتمع مجلس الشعب السوري عقب وفاة حافظ الأسد في 10 جوان 2000، لتعديل المادة رقم (83) من الدستور التي تنص على أن سنّ الرئيس يجب أن تكون 40 سنة، وفي تصويت استغرق مدة قصيرة جدا أصبحت المادة (83) تنص على أن سن الرئيس يمكن أن تكون 34 سنة، وهي سن بشار في ذلك الوقت، وبهذا التعديل الدستوري الذي يعتبر الأسرع من نوعه في العالم، تمكن بشار من تولي رئاسة البلاد.
وبعد انتخابه رئيسا، صار بشار الأسد أول رئيس عربي يخلف والده في الحكم بدولة نظامها جمهوري، وانتخب بعدها أمينا قُطريا لحزب البعث العربي الاشتراكي السوري (الحاكم لسوريا منذ ستينيات القرن العشرين) يوم 27 جوان 2000 خلال المؤتمر القُطري التاسع للحزب.
الجزيرة / بتصرّف